التحقق من المعلومات. شمر عن ساعديك وهيا للعمل.

صورة تعبيرية تم توليدها بادوات الذكاء الاصطناعي تعبر عن مدقق المعلومات

إعداد: حزم المازوني

بما أنك تقرأ هذا المقال فهذا يعني أنك قد شمرت عن ساعديك ومستعد لتجربة الأدوات والبدء بالتطبيقات العملية. لكن وبما أننا أشخاص أذكياء، فأنا من أنصار أن نعمل بذكاء وليس بجهد أكبر. لذلك وقبل البدء في العمل التطبيقي دعني أسألك سؤالاً. هل ندقق ونتحقق من كل شيء؟

إذا وصلتك الصورة التالية على واتس آب. هل ستقوم بالتحقق من المعلومات الواردة فيها؟

التحقق من المعلومات. شمر عن ساعديك وهيا للعمل.

الجواب هو قطعاً لا. لأننا إن فعلنا سنغرق في سيل من المعلومات التي تحتاج إلى تدقيق وتحقق. لذلك وفي عملنا الصحفي لا ندقق ونتحقق من كل شيء. فالمعلومات المهمة التي قد تشكل تهديداً أو يمكن أن تؤثر على القراء في اتخاذ قرارات معينة ما في حياتهم هي المعلومات التي تستحق التدقيق والتحقق. فيما عدا ذلك نهمل المعلومات غير المهمة.

والمعلومات أو الأخبار التي لا نهتم بتدقيقها قليلة في الواقع. فنحن لا نتحقق من نوايا الأشخاص لأن ذلك مستحيل. ولا نتحقق من التنبؤات والتوقعات لأننا لا نستطيع السفر إلى المستقبل والعودة بالجواب اليقين. ولا نتحقق من الآراء أيضاً فهذه شأن شخصي.

الأقوال المأثورة عن أشخاص والمشاهير لا تهمنا أيضاً كمدققي معلومات، إلا إذا جاءت في سياق متخصص، كأن ننسب المقولة في الصورة أعلاه لنيلسون مانديلا في مقالة صحفية تغوص في مذكراته مثلاً، أو في محاضرة ثقافية عن حياته. عندها يجب أن تكون المعلومات المُقدمة في هذا الإطار معلومات موثقة ومؤكدة.

أولى الأدوات وأكثرها استخداماً من قبل مدققي المعلومات هي محركات البحث. لكن قبل أن نبحث عن الخبر يجب أن نتحلى ببعض التفكير النقدي. هل هذه المعلومة منطقية؟. إذا كان الأمر كذلك فعليك بالبحث عنها على محركات البحث الكثيرة التي يتميز كل منها ببعض الخصائص، الأمر الذي سنتحدث عنه في مقال منفصل.

تجربة عملية.

وصلتني الصورة التالية على تطبيق وتس آب. أعتقد أنكم تستطيعون الآن تحديد نوع هذا الخبر أو المعلومات على أنها سخرية أو هجاء.

التحقق من المعلومات. شمر عن ساعديك وهيا للعمل.

بهدف التحقق من هذه المعلومات ذهبت إلى محرك البحث Google وأدخلت العبارة التالية في شريط البحث: نتائج مباراة الركبي سوريا تونس.

التحقق من المعلومات. شمر عن ساعديك وهيا للعمل.

لاحظ أن العبارة التي أدخلتها في شريط البحث هي ليست ذات المعلومات التي في الصورة بشكل حرفي، فقد استخدمت هنا معلومات مباشرة وقليلة ولكنها تعبر تماماً وبدقة عما أريد الوصول إليه، والسبب هنا هو أنني أريد التحقق من المعلومات الواردة في الصورة وليس العثور على الصورة ذاتها.

وكان الخبر الذي يؤكد المعلومات الواردة في الصورة أعلاه هو أول خبر ظهر في نتائج البحث على الموقع الرسمي لقناة تلفزيون سوريا، وعلى الرغم من أن النص المظلل بالأزرق ليس مطابقاً للمعلومات في الصورة، إلا أنه بالنقر على رابط الخبر وقراءة الخبر كاملاً سنجد المعلومات الواردة في الصورة.

في هذه المرة وفقت في الوصول إلى المعلومة المطلوبة بسرعة. لكن ماذا لو لم أوفق بالوصول إلى المعلومة بسرعة؟ هل هناك طريقة أخرى؟

الإجابة بالتأكيد نعم. دعونا نجرب الاستعانة بنماذج اللغة الضخمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ذهبت إلى جيميناي (Gemini) النموذج اللغوي الضخم المدعوم بالذكاء الاصطناعي من شركة Google وطلبت منه ما يلي: تصرف كمتخصص في البحث على الإنترنت باستخدام محركات البحث بخبرة 20 عاماً للإجابة على السؤال التالي وادعم اجوبتك بالمصادر: هل كانت هناك مباراة للركبي بين فريقي سوريا وتونس للرجال هذا العام وما هي نتائج المباراة؟

فكانت النتيجة كما في الصورة التالية. تذكروا أن جيميناي يقدم ثلاث نتائج للطب الذي تقدمونه له ويجب أن تستعرضوا جميع النتائج وعدم الاكتفاء بالنتيجة الأولى حتى لو كانت مرضية لكم.

صورة تعبيرية: جيميناي كمحرك بحث

بإمكانكم مشاهدة النتائج التي قدمها لي جيميناي تالياً:
النتيجة الأولى.
النتيجة الثانية.
النتيجة الثالثة.

ختاماً

العملية إذن ليست معقدة. استخدم محركات البحث للتأكد من المعلومات أو الأخبار التي تريدها. لكن فكر جيدا بالنص الذي ستضعه في شريط البحث. النص يجب أن يكون مختصراً ويذكر بالضبط موضوع المعلومة التي تريد البحث عنها. جرب أيضاً النماذج اللغوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. لكن انتبه، هذه النماذج قد لا تعطي نتائج دقيقة وقد تكون متحيزة. استخدمها بذكاء لتضييق نطاق البحث، فقد تعطيك بعض التلميحات المفيدة التي يمكن أن تساعدك في التحقق من المعلومات التي تبحث عنها، وتذكر دائماً أن المعلومات التي نتحقق منها يجب أن نجد لها أكثر من مصدر واحد موثوق، وإن لم نجد فيجب أن يقفز شيطان الشك في داخلنا ونجد طريقة أخرى للتأكد من المعلومة بالتواصل المباشر مع مصدرها أو الجهات الرسمية المسؤولة.


يسعدنا أن نسمع آرائكم حول أداء الموقع والمواد المنشورة فيه عبر الاستبيان هنا